اليكِ بعد عمرٍ من الملل ...
إهداء
إليها وهو يعي بأنّ عتبة إحساسها عالية
وسامقة كروحها
اليكِ وانتِ نصي الذي لم يكتب
وإن كُتب سيضمّخ بدم حبري
مدخل كتبت له:
أخشى الإقتراب منك
كلانا مسيّج بقدرٍ
حياتك معبأة ونوافذك مغلقة لا ينفع معها الطرق
لذا
فلنغلق ذاكرتنا بالشمع الأحمر
تفادياً لأرق قادم **رب نحل
ولنعد كما كنا
( روحين ) بينهما( ملح )
الحرف و ( خبز ) الفكرة
دعنا لا نؤجّل الغياب بحجة فقد مبكر
ولنعتد من الآن على مواربة
جميع النوافذ حتى لحظة الغلق
فكتب لها على عجل مضمخ بغُصة حارقة :
سيدتي
لكِ موهبة الندم ولي بسالة النسيان
شكراً لإحيائكِ فضيلة الجهرِ بالنوايا
أما وقد تجرعت سم حرفك المنقوع
في تلك الرغبة الماكرة
والتي تغري ضحيتها برهافة النصل ووداعة الخنجر
ولأني يا سيدتي في حل من شهوة التوضيح
فلا أقل من أن أهييئ أراجيح الـتأبين بمقتلي
إذ لا جدوى لشرفات روحي أن تظلّ ذاهلة المصاريع
تتوجّس ندى الأنوثة
قد يبدو حرفي شاحباً ...
لكن يشفع لي
أني فائق الذهل بعد أن إحتسيت
من كأس الذهول ما ينضد متاعبي بإتقان
فليكن الغياب إذن؟
ولأنسى أن رسائلي كانت كما اقررت ذات وجع :
تطلّ عليك كما يطل غصن بزهره الأبيض
من نافذة الذاكرة التي تربت على فناجين قهوة
يتساقط فيها الياسمين حنيناً وراء حنين
ها قد غدا ذلك الغصن ذاويا كبرعمٍ يتيمٍ
يتلفع بغصن يحتضر
لأعترف الآن
وقد إنقضى ربيع من الوجد
ثمت خيبات تلمع
والحزن يطل كصفصافة أرهقها متاخمة الضفة
يعفر قدميها كل يومٍ غريب
ها قد تهرأت حبال الأمنيات
وأنا في ذهاب عصيٍّ كأيام
يرشح من عتباتها الندم وسفه التذكار
كغريقٍ أمضه أنين الهواء وحتم
المدّ ومكابدة شهقة الغرق
قاتل أن أشعر أني أصدأ كجرس
منسي ألعق ضجري ومرارة الحرمان
متوكئاً على منسأة الشيخوخة
التي صهر غصنها منجل السهاد
الآن ليس ثمت صواعق تعبر سماء رغبتنا
بعد أن إزدردت أرض الواقع ماء
عمرنا المنثور في أصقاع اليباب
وبعد أن علقتِ في جيد هذا الرباط
قلائد حرمان وأمان مخذولة
طاعنة في الجرح حروفك يا سيدتي
لا ينفع معها إنتضاء صهوة الأمل
ويلزمنا لتحطيب أوجاعها وتكفين احزانها عمر آخر
هل تذكرين بداية تعارفنا؟
حين أحكمنا الرتاج على قلبينا ؟
وحين ضبطنا سوياً متلبسين بفضيحة الحنين؟
حين كنا نقبض على هدب الوعد
وجمرة اللقاء بأياد مبللة بالرغبة؟
تلك اللحظات الذهبية التي نلعق فيها
عسل الحديث والليل معلق في حدقة الذكرى
حتى إنبلاج خيوط فجرالدهشة
لكنك الآن ترفضين حتى الحلم
هل تذكرين حين سألتك عن الحلم؟
وبماذا تحلمين؟
ساعتها قلتِ :
( أنا لا أحلم أبداً وإذا حدث وحلمت
أفضل ترك الحلم متأججاً حتى لو إزداد الألم)
ساعتها أجبتك مداعباً:
هو دأب الشريرين أن يعقلنوا الأحلام والأحاسيس
وهي موهبة لا املكها وإن كنت احرص على اتقانها
كنت تجيدين تسييس الحلم ومرحلته بشكل مذهل
كان بالنسبة إليك:
بحث/معرفة
تعرّف/إنبهار
تعلّق/تعقّل
سرحان/إحتياج
تنفّس/حب
تأجّج/فتور/غياب
خيانة عظيمة
قد تكون إختفاء حلم)
لكنك لم تجيبي:
إلى أي مدى تمرحل حلمنا؟
هل تجيبي؟
خاتمة
هو ينتظر ردها
وحتى ذلك الحين اغلق ذاكرتي حتى إشعار آخر