الحبُ عشش في فـؤادي الضاميــا
فأثــارَ من نقعِ اللسـانِ قوافيـا
فجـرت سطوراً في الغـرامِ غزيـرةً
وغـدا فـؤادي في جواهُ مناديـا
"هــلا وصلتـم مغرماً بجواركِــم
قَـد صـار من فَرطِ المحبةِ جاثيا"
فإِذا بعُــذالي تصيـحُ بحقـــدها
"فـلتتركـنَ العـشقَ جنباً نـائيا
خلــي فُــؤادكَ للنســاءِ مطيةً
يَسقيــنَ قلبكَ بالوصالِ سَواقيا"
فـإِذا بقـلبي قد أجــابَُ مغـاضبا
مــالي ووصلِ الفاتناتِ تماشيا
فـأَنــا أَسيـــرُ مَحبـةٍ ومَـودةٍ
تَبـقَى مَدى الأَزمانِ ذخراً ياقيـا
إِنـي أسيـرٌ للـذي قطـعَ السمـاءَ
في بِضـعِ ساعاتٍ لأَعلى مَراقِيـا
إِنـي أَسيـرُ أَبـو البتولـةِ أَحمـدٍ
مَـن كـان دَوماً مِن عَطائِهِ سَاقيا
يدعـوا إلـى رب الوجـودِ مـردداً
"ربِ اهدِ قومي" إن أَتوهُ بَواغِيـا
هـو منبعُ الأخـلاقِ والربُ مادحـةُ
ويكــونُ أطولَ ليلـهِ متجافيـا
وتـراهُ فـي الميـدانِ أَشجعَ فارسٍ
إن شَدتِ الأرزاءُ صارَ حيدرُ لاجيا
وبــهِ زهَى شهرُ الربيـعِ معـرساً
فغـدى يغردُ فـي الشهورِ مُناديا
"أنـا مَـن بـهِ ولـدَ الأمينُ محمدا
وحـويتُ فـي ذاتِ الولادةِ منجيا"
فـإذا بجعفـر قد أتـى في إثــرهِ
ليــردَ في روحي السَكِينَةَ ثانيـا
دعنـي أكـونُ "زُرَارَةً" فـي حبـكم
"وأبـا بصيرٍ" في هَـواكَ مُضَحيا
فلتـحرقِ النيـرانُ جسمي طاعــةً
أرجــو بها يـوم القيامِ مَراقيـا
وأكون "بُهـلولا " يُغـردُ عِـلمكُـم
ويـخيطُ من نسجِ الدعاءِ ليـاليـا
فتقـاربَ النوريـنِ نُـورُ المُصطفى
وحـفيدهُ "فقـهُ الإلـهِ" الصافيـا
الله يـا زُمرَ النصــارى هـل تروا
فيـمن ذكــرنا أَي عيبٍ بـاديـا
فلما نسجتِ مـن الخيـالِ مَـراسما
مِن مــزبلِ الأفكــارِ ضد الهاديا
هل كـــان يوماً للتطـرف قائـداً
أَم كــان دومـاً للمَـحبةِ داعيا؟!
أَيكـونُ ذاكَ تَحرراً فـي عــرفكم
حتـى ولـو نبـذَ المُقدسَ نائيا؟!
أم أن أصـلَ جـوازكُم في شرعنـا
في قولِ " يَهجُر" قد وجدتم مُفتيا؟!
حتى وَجـدتُم في جُمُوعِنـا زُمـرَةً
جـعلـوا التدين دونَ أَيِ مَعَانِيـا
فغـدوا عـلى قبب الأئمـةِ زُربَــا
بحســامِ كُفـرٍ من جَحيمٍ عـاتيا
بَـرئَ التَديـنُ مـن بـهائمَ هَكذا
حــتى ولو قَـاد المسيـرةَ مُفتيا
فالــجسم دون تعقـلٍ لا يستـوي
أَدنـى الخليقـةِ أن تكـونَ وهابيا
فـلترقبوا يــا من أَسأتُـم للهٌـدى
عهــدَ الإمـام فإن عهــدهُ آتيا
ولتــرفَعنَ أيــا مُوالـي دَعـوةً
يـأَتِيكَ مِن خلف السحـاب ملبيـا
لتــزولَ خاتمةَ الضــلالِ بصارمٍ
ويعيــدَ حيـدرَ في المعاركِ ثانيا